بعد قذائف إسرائيلية على لبنان إسرائيل تتوقع تسلل جديد لحزب الله الذي نفى اشتباكه مع الإسرائيليين

أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية يوم الأربعاء 29 / 07 / 2020 بأن الجيش الإسرائيلي يعتقد بأنه إذا ما كان حزب الله اللبناني يعتزم القيام بمحاولة تسلل أخرى عبر الحدود بين الجانبين فإنه سيفعل هذا قبل عطلة عيد الأضحى.

وأشارت إلى أنه بوجه عام فإن المؤسسة الأمنية والعسكرية تعتقد أن حزب الله سيقوم بمحاولة أخرى لتنفيذ هجوم عبر الحدود قبل العيد. ولا يزال الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى على الحدود الشمالية، رغم عدم نشر قوات أو أهداف عسكرية أخرى على الحدود نفسها حتى لا تكون أهدافا لحزب الله.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنه تقرر إرسال المزيد من التعزيزات للمنطقة الشمالية، وذلك غداة إعلان إسرائيل إحباط محاولة تسلل عناصر من حزب الله في مزارع شبعا. ونفى حزب الله حدوث أي اشتباك من طرفه مع الجيش الإسرائيلي.

وجاء التوتر الحدودي بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس الماضي تعزيز قواته على الحدود الشمالية، بعد تهديدات من حزب الله بالرد على اغتيال إسرائيل لأحد قادته في سورية مؤخرا. وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس مقر قيادة المنطقة العسكرية الشمالية، وقال: "كل ما يحدث حاليا هو نتيجة محاولة إيران ووكلائها في لبنان التموضع عسكريا في منطقتنا ... و(حسن) نصرالله (أمين حزب الله اللبناني) يخدم المصلحة الإيرانية على حساب الدولة اللبنانية".

وحذر نتنياهو حزب الله من تداعيات التصعيد، وقال :"لا أنصح أحدا باختبار الجيش أو دولة إسرائيل".

وقال رئيس وزراء لبنان حسان دياب يوم الثلاثاء  28 يوليو تموز 2020 إن إسرائيل اعتدت على سيادة بلاده عبر "تصعيد عسكري خطير" على الحدود أمس ودعا إلى الحذر في ظل التوتر القائم.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده ستبذل "كل ما يلزم" للدفاع عن نفسها بعد يوم من قوله إن القوات الإسرائيلية أحبطت محاولة من جانب جماعة حزب الله اللبنانية للتسلل عبر الحدود. ونفت الجماعة الشيعية المدعومة من إيران ذلك.

وأحصى شاهد من رويترز في لبنان عشرات القذائف الإسرائيلية التي سقطت على منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها. ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى على جانبي الحدود.

وكتب دياب على تويتر يقول "أدعو للحذر بالأيام الجاية لأني متخوف من انزلاق الأمور للأسوأ في ظل التوتر الشديد على حدودنا مع فلسطين المحتلة".

وأضاف أن إسرائيل تسعى "لتعديل... قواعد الاشتباك معنا". وكلفت الحكومة اللبنانية وزير الخارجية بتقديم شكوى بشأن "الاعتداء الإسرائيلي على الجنوب" إلى مجلس الأمن الدولي.

ووضعت إسرائيل قواتها في حالة تأهب بطول الحدود الشمالية تحسبا لرد فعل حزب الله على مقتل أحد أعضائه قبل أسبوع في هجوم إسرائيلي ذكرت تقارير أنه وقع على مشارف العاصمة السورية دمشق. وقال نتنياهو الذي تفقد مقار عسكرية شمالية يوم الثلاثاء إن القوات الإسرائيلية ستستمر في اتخاذ إجراءات "لمنع الجيش الإيراني من التوغل في المنطقة".

وتشير تصريحاته إلى أن الهجمات في سوريا، حيث ينشر حزب الله مقاتليه لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، ستستمر.

ونقل مكتب نتنياهو عنه قوله "سنفعل كل ما يلزم للدفاع عن أنفسنا، وأقترح على حزب الله أن يأخذ تلك الحقيقة البسيطة في الاعتبار. إسرائيل متأهبة لأي سيناريو".

وتعتبر إسرائيل وجود حزب الله وحليفته إيران في سوريا تهديدا استراتيجيا وشنت غارات على أهداف مرتبطة بإيران هناك. وبعد مقتل عضوين من حزب الله في دمشق في أغسطس آب الماضي 2020، توعد زعيم الجماعة حسن نصر الله بالرد إذا قتلت إسرائيل أي مقاتل آخر من رجاله في سوريا. لكن نائب زعيم الجماعة قال يوم الأحد إن من غير المرجح نشوب حرب شاملة مع إسرائيل.

وندّد لبنان الثلاثاء بالتصعيد العسكري "الخطير" من جانب إسرائيل عند الحدود الجنوبية، معتبراً إياه بمثابة تهديد لمناخ الاستقرار، غداة إعلان الجيش الإسرائيلي إحباط محاولة تسلّل "خلية إرهابية"، ورده بإطلاق قذائف مدفعية باتجاه لبنان.

وأفاد الجيش الاسرائيلي الإثنين عن خوضه "قتالاً" على الحدود الشمالية مع لبنان، مؤكداً أنه أحبط محاولة تسلّل "خلية إرهابية"، لم يعلن هويتها، إلا أن حزب الله اللبناني نفى التقارير الإعلامية عن إحباط اسرائيل لمحاولة تسلل قام بها عناصره، مؤكداً أنه لم يشارك في أي اشتباك أو إطلاق نار عند الحدود.

وأدان الرئيس اللبناني ميشال عون الثلاثاء خلال جلسة للمجلس الأعلى للدفاع "اعتداء العدو الإسرائيلي في الجنوب"، معتبراً إياه "تهديداً لمناخ الاستقرار في جنوب لبنان، خاصة أن مجلس الأمن سيبحث قريباً بتجديد مهام قوات يونيفيل"، أي قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان.

واعتبر رئيس الحكومة حسان دياب بدوره أن "إسرائيل اعتدت مجدداً على سيادة لبنان وخرقت القرار 1701 أمس عبر تصعيد عسكري خطير". ودعا إلى "الحذر في الأيام المقبلة" مبدياً تخوفه "من انزلاق الأمور إلى الأسوأ في ظل التوتر الشديد على حدودنا مع فلسطين المحتلة".

وأرسى القرار 1701 الذي صدر إثر حرب تموز 2006 وقفاً للأعمال الحربية وعزّز من انتشار قوات يونيفيل وكلّفها مراقبة وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من منطقة منزوعة السلاح على الحدود بين البلدين.

وقال دياب إن "العدو يدفع إلى تعديل مهام يونيفيل وقواعد الاشتباك"، المثبتة منذ صيف 2006. وأكد أن "لبنان يرفض تعديل مهامها"، متحدثاً عن "محاولة للضغط على لبنان عبر التلويح بخفض عديد قوات اليونيفيل إذا لم يحصل تعديل بمهمتها".

وينتهي في شهر آب/أغسطس 2020 تفويض قوات يونيفيل. واقترحت الولايات المتحدة في أيار/مايو 2020 ثم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيتريش الشهر الماضي تعديل مهام قوات يونيفيل لتصبح "أكثر مرونة وقدرة على الحركة".

وسبق لحزب الله أن أعلن رفضه بالمطلق لأي تعديل يتعلق بمهام القوات الدولية، معتبراً ذلك مطلباً إسرائيلياً.

وفرضت إسرائيل الإثنين عقب ما وصفته بـ"حادث أمني" الإغلاق على طول الحدود، وأعلنت إطلاق قذائف مدفعية على لبنان لأغراض دفاعية. واتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حزب الله بأنّه "يلعب بالنار" معتبراً أنه والحكومة اللبنانية "مسؤولان عن أي هجوم مصدره الأراضي" اللبنانية.

وأعلنت قوات يونيفيل الإثنين فتح تحقيق "لكشف الوقائع وتحديد ملابسات الحادث".

وجاء التوتر عند الحدود في أعقاب تقارير إعلامية إسرائيلية رجّحت رداً محتملاً من حزب الله بعد مقتل أحد عناصره قبل أيام في غارة جوية قرب دمشق، اتهم إسرائيل بشنّها.

وقال حزب الله في بيان أصدره الإثنين إن رده "آت حتماً".

وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا المجاورة، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني. د ب أ ، رويترز ، أ ف ب

 

[embed:render:embedded:node:38600]