توغل إسرائيلي فاشل فصواريخ من غزة ثم غارات على حماس ومصر تحث إسرائيل على وقف التصعيد

أطلق فلسطينيون في غزة يوم الإثنين 12 / 11 / 2018 أكبر وابل من الصواريخ على إسرائيل منذ حرب غزة عام 2014 ردا على توغل فاشل عبر الحدود نفذته قوات إسرائيلية خاصة يوم الأحد، مما دفع إسرائيل لتوجيه ضربات جوية لقناة تلفزيونية تابعة لحماس وأهداف أخرى.

وقد يقوض التصعيد، الذي قتل فيه ثلاثة مسلحين فلسطينيين ومدني في إسرائيل، جهود مصر وقطر والأمم المتحدة للوساطة في وقف إطلاق نار طويل الأمد بين الحركة وإسرائيل وتجنب صراع كبير آخر في القطاع الفقير.

وقال الجيش الإسرائيلي إن حركة حماس المهيمنة في غزة وفصائل مسلحة أخرى أطلقت أكثر من 300 صاروخ وقذيفة مورتر عبر الحدود بعد تنفيذ هجوم مفاجئ بصاروخ موجه على حافلة أسفر عن إصابة جندي إسرائيلي.

ودوت صفارات الإنذار في بلدات جنوب إسرائيل وميناء عسقلان مما دفع السكان للإسراع إلى المخابئ احتماء من القنابل. وأصيبت عدة منازل.

وردت إسرائيل بضربات جوية على مبان في غزة منها مقر مخابرات تابع لحماس واستوديوهات تلفزيون الأقصى الذي تلقى موظفوه تحذيرات مسبقة بإخلائه.

وحثت مصر إسرائيل على وقف التصعيد. أما الولايات المتحدة التي تعثرت وساطتها للسلام منذ 2014 فنددت بحماس.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف على تويتر: "التصعيد في الساعات الأربع والعشرين الماضية بالغ الخطورة ومتهور... الصواريخ يجب أن تتوقف وينبغي للجميع إظهار ضبط النفس".

وتندلع أعمال العنف من حين لآخر على الحدود منذ بدأ الفلسطينيون احتجاجات أسبوعية يوم 30 مارس / آذار 2018 للمطالبة بحق العودة لأراض خسروها لدى قيام إسرائيل عام 1948. وقتل أكثر من 220 فلسطينيا بنيران إسرائيلية منذ بدء الاحتجاجات التي شملت اختراقات للسياج الحدودي مع إسرائيل.

وأدى تقديم قطر 15 مليون دولار الأسبوع الماضي للفلسطينيين إلى تهدئة الغضب في غزة على ما يبدو. وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد عن أمله في التوصل إلى "ترتيب" لتجنب حرب أخرى في غزة وتخفيف المصاعب الاقتصادية التي يعانيها الفلسطينيون.

لكن بعد ساعات أدى توغل فاشل نفذته قوات إسرائيلية خاصة في غزة إلى قتال أودى بحياة قائد بحماس وستة نشطاء آخرين وكولونيل إسرائيلي.

وقالت حماس في بيان يوم الاثنين: "ردا على جريمة الأمس... الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة تعلن عن بدء قصف مواقع ومغتصبات العدو بعشرات الصواريخ".

وفي محاولة فيما يبدو لتهدئة التوتر قال كبير المتحدثين العسكريين في إسرائيل إنه لم يتم إرسال القوات الخاصة لاغتيال قيادات من حماس وهو الأسلوب الذي أدى إلى اتساع نطاق الصراع في السابق والذي تخلت إسرائيل عنه إلى حد بعيد.

وأشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن التوغل جاء لجمع معلومات مخابراتية. وخاضت حماس، التي يصنفها الغرب منظمة إرهابية، وإسرائيل ثلاث حروب في العقد الأخير ولم يبد أي من الجانبين حرصا على إطلاق شرارة صراع شامل آخر.

ووضعت فصائل فلسطينية الإثنين عبء وقف إطلاق النار على عاتق إسرائيل، معربة عن استعدادها لزيادة مدى الصواريخ طالما استمرت الغارات على غزة.

لكن الإسرائيليين، الذين أفزعهم سقوط عشرات الضحايا المدنيين في بلداتهم الجنوبية، فمصممون على ردع حماس فيما يبدو.

وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي البريجادير جنرال رونين مانيليس إن حماس "تقود غزة إلى الدمار" وإن إسرائيل "ستكثف (هجماتها) إلى الدرجة المطلوبة". رويترز