"يجب أن تبقى النافذة على إيران مفتوحة!"

تم اعتقال المدافعة الإيرانية عن حقوق المرأة والمحامية، شادي صدر لفترة مؤقتة في أثناء الاحتجاجات التي قامت بعد الانتخابات الرئاسية في إيران. وبناءً على نشاطها الطويل من أجل حقوق الإنسان تم ترشيح شادي صدر من قبل برلمان الاتِّحاد الأوروبي لنيل جائزة ساخاروف لعام 2009. أريانا ميرزا تحدَّثت إلى شادي صدر حول انتهاكات حقوق الإنسان في إيران وحول الآفاق المستقبلية.


السيِّدة شادي صدر، كنت معتقلة في الفترة من السابع عشر وحتى الثامن والعشرين من شهر تموز/يوليو. فكيف تم اعتقالك؟

شادي صدر، الصورة: شبكة الشباب الإيراني في برلين
بناءً على نشاطها الطويل من أجل حقوق الإنسان تم ترشيح شادي صدر التي شاركت في تأسيس حملة "أوقفوا الرجم إلى الأبد" من قبل برلمان الاتِّحاد الأوروبي لمنحها جائزة ساخاروف لعام 2009.

​​ شادي صدر: عندما تم إلقاء القبض عليَّ كنت مع نشطاء آخرين في طريقنا إلى مظاهرة. وفجأة توقَّفت بجانبنا سيارة ونزل منها ثلاثة أشخاص كانوا يرتدون ملابس مدنية. وأشار أحدهم إليَّ ويبدو أنَّه كان قائدهم، وقال لهم: "ألقوا القبض على هذه هنا!". وتم إخراجي تحديدًا من بين الجميع. وفي أثناء التحقيقات اتَّضح أنَّني كنت بصفتي "شخصية سياسية" أخضع منذ وقت طويل للرقابة وكانت تتم مراقبتي.

وما هي التهم التي وجهت إليك؟

صدر: لقد تم اتِّهامي بأنَّني أقوم بدور قيادي في المعارضة. وتحدث محققو وزارة الداخلية عن أنَّ ما تسمى بالثورة المخملية تمتلك الكثير من الأجنحة. وقالوا إنَّ جناح النساء تتم قيادته من قبلي ومن قبل نساء مثل شيرين عبادي. ولم يكن هناك أي توضيح قانوني، ولكن بدلاً عن ذلك قام المحقِّقون بوضع لائحة اتِّهام سياسية بحتة ضدّ جميع الناشطين في الحركات الاجتماعية. واتَّهموا ممثِّلي هذه الحركات الاجتماعية بأنَّهم يريدون قيادة هذه الثورة المخملية.

أنت معروفة قبل كلِّ شيء بصفتك مدافعة عن حقوق المرأة. فكيف تغيَّرت أوضاع النساء في الأعوام الأخيرة بالمقارنة مع عهد خاتمي؟

ناشطات نسويات يتظاهرن في طهران، الصورة دويتشه فيله
"في ظلِّ حكم محمود أحمدي نجاد أصبح المرء يريد طرد النساء بشكل تمام من الحياة العامة وإجبارهن على البقاء في المنزل. "

​​ الصدر: لم يتحسَّن أي شيء. وكذلك في عهد خاتمي كانت أحوال المرأة غير جيدة، ولكن كان هناك أجواء اجتماعية أكثر انفتاحًا إلى حدّ ما. وكان بإمكان النساء التمتّع بالحرية بقدر أكبر بقليل، وذلك لأنَّه كان هناك شعار سطحي يدعو إلى مشاركة النساء في المجتمع. أما الآن في ظلِّ حكم محمود أحمدي نجاد أصبح المرء يريد طرد النساء بشكل تمام من الحياة العامة وإجبارهن على البقاء في المنزل. وهذه القيود تتعلَّق أيضًا بالتعديلات التي تم إدخالها على القانون. فهكذا يتم منذ فترة طويلة بذل جهود قانونية من أجل إعادة إقرار قانون تعدّد الزوجات. وعلاوة على ذلك تم في عهد محمود أحمدي نجاد زيادة عدد أفراد شرطة الآداب وتوسيعها بشكل قوي؛ حيث يتعرَّض الطلاب والنساء العاملات باستمرار لأعمال انتقامية.

تقولين إنَّه توجد في إيران انتهاكات منظمة لحقوق الإنسان وجرائم ضدَّ الإنسانية. أليس المختص إذن بمثل هذه القضايا هو المحكمة الدولية؟

صدر: أعتقد أنَّ لدينا في إيران تقليد طويل من انتهاكات حقوق الإنسان. والآن يجب علينا أن ننظر إلى هذا المثال بعد الانتخابات بشكل كافٍ ونكشف عما إذا كان هناك أيضًا انتهاكات منظَّمة. وأستطيع أن أقول من خلال تجربتي الخاصة إنَّ المعتقلين يتعرَّضون في سجن وزارة الداخلية، أي في سجن إيفين الذي كنت معتقلة فيه، للتعذيب. وبإمكاني إذن أن أتقدَّم كشاهدة عيان. وعلاوة على ذلك لقد علمت مرارًا وتكرارًا عن حالات التعذيب والرجم والاغتصاب.

ولكن تكمن الصعوبة فيما يتعلَّق بأي ملاحقة قانونية للجرائم المرتكبة ضدَّ الإنسانية في إثبات أنَّ هذه الجرائم قد اقترفت بشكل منظَّم. وأنا متأكِّدة من وجود مثل هذا التنظيم. ولكن مشكلتنا الكبيرة تكمن في جمع أدلة تثبت ذلك في ظلِّ هذه الظروف المعاكسة. وهنا يوجد فرق كبير، فمن ناحية يوجد المفهوم السياسي وثم القانوني الذي يطالب بالذات بهذا الدليل الذي يثبت وقوع الانتهاكات المنظَّمة. وفي البدء يجب على المرء اكتشاف حقيقة الأحداث التي وقعت، وهذه هي الخطوة الأولى من أجل مراعاة التمكّن من الحصول على العدالة. وهذا يعني على وجه التحديد أنَّه يجب علينا جمع الحالات وفحصها.

كيف تقيِّمين الوضع الحالي في إيران؟

صدر: هذه الفترة خطرة - ويومًا بعد آخر يتم قمع المعارضة. ويتم الظاهر وكأنما لم يحدث أي شيء؛ وكأنما لم تقم هناك احتجاجات كبيرة. ويجب علينا الآن أن نسأل أنفسنا، ما الذي يمكن أن يفعله كلّ فرد، لكي لا يتم التستّر على هذه الحوادث ولا يتم إخفاؤها. ويجب على المرء أيضًا في الغرب أن يبقى يعمل بنشاط، سواء بالتعاون مع لجنة تابعة للاتِّحاد الأوروبي أو من خلال تقارير في وسائل الإعلام. فمن المهم ألا يتم إغلاق الثغرات الضيقة والنوافذ المؤدِّية إلى إيران. ويجب ألا يتم نسيان انتهاكات حقوق الإنسان.

أجرت الحوار أريانا ميرزا
ترجمة: رائد الباش
حقوق الطبع: قنطرة 2009

للمزيد من المعلومات: "شبکه جوانان ایرانی در برلین" (شبكة الشباب الإيراني في برلين)
www.nyi-berlin.net

قنطرة
الفيلم الإيراني: "نحن نصف الشعب الإيراني":
صرخة المرأة الإيرانية...وصوت من لا صوت له

تطرح المخرجة الإيرانية المشهورة، رخشان بني اعتماد، في فيلمها الوثائقي الجديد الذي يحمل عنوان "نحن نصف الشعب الإيراني"، موضوع التمييز في تعامل القانون مع المرأة في إيران، إضافة إلى عرضها أشكالاً جديدة من المقاومة ضدّ الكبت السياسي في جمهورية إيران الإسلامية. أليساندرو توبا يستعرض هذا الفيلم.

حقوق المرأة في إيران:
استراتيجية الخطوات البطيئة

على الرغم من أنَّ وضع المرأة قد تحسَّن بعد ثلاثين عامًا من الثورة الإسلامية في إيران، لكن ما تزال توجد فيه عيوب ونواقص كبيرة. ويتَّضح هذا أيضًا في مثال المحامية الإيرانية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي التي طالتها أيضًا يدّ الملاحقة. تقرير من كاتايون أميربور.

حقوق المرأة في إيران:
الإيرانيات في صراع الدجاج والديكة!

تعتبر إيران فيما يخص حقوق المرأة واحدة من أكثر المناطق تخلفًا في العالم. ولكن على الرغم من ذلك تنشط في الخفاء حركة معارضة؛ حيث تعدّ الشابات الإيرانيات على مستوًى جيِّد من التعليم، كما أنَّهن واثقات بأنفسهن ويكافحن من أجل مكانتهن في هذا المجتمع الذكوري. كلاوديا هنِّين تلقي الضوء على وضع المرأة في إيران.