
إرث الداعية الأمريكي المسلم مالكولم إكس:مالكولم إكس.....جسر بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية
لا يستطيع المرء التفكير في أوضاع الجاليات الأمريكية من أصول إفريقية في الولايات المتحدة دون أن تجابهه شدة المعاناة عند السود. ففي أغنى أمم العالم، ترتفع نسب الفقر بين الأمريكيين السود أكثر من أي مجموعة أخرى. ورغم الحقيقة التاريخية بوجود رئيس أسود في البيض الأبيض، يتم أحياناً تهميش الأمريكيين السود سياسياً. على سبيل المثال، لا يوجد أمريكيون من أصول إفريقية في مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة. وعندما يعود الأمر إلى الظلم بسبب العرق، فإننا لا نزال في بداية طريق خلاص أمريكا.
قصة حياة مالكولم إكس معروفة. ولد مالكولم إكس لأبوين ناشطين في مجال الحقوق المدنية، ولكن بعد وفاة والده ودخول والدته مستشفى للأمراض العقلية، انخرط مالكولم في حياة الجريمة الصغيرة. ذهب بعد ذلك إلى السجن ووجد هناك الدين والهوية والهدف من خلال "أمة الإسلام"، وهي حركة دينية مسلمة أكّدت على تحرّر السود وفصلهم عن البيض. وتشكّل عملية تحوّل مالكولم من محتال تافه إلى مسلم أسود ذائع الصيت على مستوى الولايات المتحدة بحد ذاتها قصة نصر في وجه المحنة الاجتماعية والثقافية والمؤسسية.
رحلة الحج إلى مكة
ذهب في تلك السنة إلى الحج إلى مكة المكرمة، حيث واجه التنوع العرقي في الإسلام للمرة الأولى. شاهد غياباً مثيراً للإعجاب للإجحاف العرقي في الأساليب التي يتفاعل فيها المسلمون مع بعضهم، وهي تجربة علّمت مالكولم إكس أن الناس من شعوب مختلفة يستطيعون العيش معاً. بعد تلك المواجهة الحاسمة مع روح الأمة العالمية، سعى مالكولم إكس، الذي بدأ يسمّي نفسه الحاج مالك الشاباز، لتحقيق التوازن بين نظرته السياسية العالمية ذات المحور الإفريقي، مع معتقداته بكون الإسلام ديناً عالمياً.
رجل القيم والمبادىء

عاد الشاباز إلى أمريكا إنساناً متحوّلاً ورغم أنه كان ما زال منخرطاً في النضال لتحرير السود، إلا أن طرحه العنصري الغاضب ومواقفه تم استبدالها بعملية البحث عن العدالة. أصبح الآن يعتقد أن بإمكانه أن يكون شريكاً مع غير المسلمين ومع البيض ضمن جهود تشكيل أمريكا وعالم خالٍ من الحقد العنصري والهيمنة، وهي رسالة سعى لنشرها من خلال خطاباته في عدد من الجامعات والكليات المتنوعة. لسوء الحظ، اغتيل الشاباز قبل أن يبلغ الأربعين من عمره.
يعتبر ملايين الناس في أمريكا والعالم الشاباز بطلاً، مع بقائه ملهِماً بشكل خاص للأمريكيين من أصول إفريقية، فقد علّمهم كيف يقفون للدفاع عن حقوقهم بفخر وكرامة. وبالنسبة للمسلمين، يعتبر مالكولم إكس جسراً يصل أمريكا مع العالم المسلم روحانياً. كما يعتبره المسلمون الأمريكيون واحداً من الآباء المؤسسين لأمتهم. ربما يكون قد ظهر على المشهد بعد مائتي سنة من تأسيس أمريكا، ولكنه ومع الدكتور مارتن لوثر كنغ الابن والرئيس أوباما قد جعل المبدأ السامي لهذه الأمة، بأن جميع بني البشر خلقوا متساوين، أكثر قابلية للتصديق.
مقتدر خان
حقوق النشر: خدمة الأرضية المشتركة الإخبارية 2012
الأستاذ مقتدر خان أستاذ مشارك بجامعة ديلاوير وزميل في معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم. له موقع عنوانه www.ijtihad.org.
تعليقات القراء على مقال : مالكولم إكس.....جسر بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية
المبدأ الاصيل في الحكم والتعامل بين الافراد في الإسلام هو المساواة التامه للجميع دون تفضيل لون او جنس لان القران يقول (يأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثی وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( كلكم لادم وادم من تراب) وساوی بين بلال الحبشي وكان عمر يقول ابوبكر سيدنا واعتق سيدنا يقصد بلال وكان يقول سلمان( الفارسي )منا اهل البيت .( ولافضل لعربي علی اعجمي الا بالتقوی )
محمد صبري06.08.2014 | 11:03 Uhrممكن التوضيح
mohammad20.02.2015 | 11:50 Uhrالمحزن أنه وتحت تأثير تعاليم "أمة الإسلام"، دافع مالكولم إكس عن الفصل العنصري، واعتبر البيض أشراراً