صحافي ألماني: علينا الذهاب إلى المساجد تضامنا مع المسلمين

إمام مسجد النور جمال فودة: "قلوبنا محطمة لكننا لم ننكسر. نحن على قيد الحياة.. نحن معا وكلنا تصميم على ألا نسمح لأحد أن يقسمنا". وأضاف في خطبة الجمعة التي تم بثها على المستوى الوطني "لأسر الضحايا أقول أحباؤكم لم يموتوا سدى. فدماؤهم روت بذور الأمل".
إمام مسجد النور جمال فودة: "قلوبنا محطمة لكننا لم ننكسر. نحن على قيد الحياة.. نحن معا وكلنا تصميم على ألا نسمح لأحد أن يقسمنا". وأضاف في خطبة الجمعة التي تم بثها على المستوى الوطني "لأسر الضحايا أقول أحباؤكم لم يموتوا سدى. فدماؤهم روت بذور الأمل".

بعد الاعتداء الإرهابي في نيوزيلندا يزداد القلق بين المسلمين في ألمانيا من وقوع اعتداءات إرهابية ضد مساجدهم. الصحفي كريستوف شتراك يقترح في تعليقه التالي إصدار إشارة تضامن عبر زيارة المساجد.

الكاتبة ، الكاتب: Christoph Strack

مر أسبوعان بالتحديد على المذبحة المروعة التي اقترفها رجل أبيض عنصري في مسجدين في مدينة كريستشيرش في نيوزيلندا. وحصلت إيماءات مثيرة للتضامن مع الضحايا.

وعلى هذا النحو جمع أعضاء الكنيس اليهودي في بيتسبورغ الأمريكية الذين تعرضوا في أكتوبر 2018 لجريمة قتل عشوائي من تنفيذ عنصري أدت إلى وفاة أحد عشر شخصا، 30.000 دولار لذوي الضحايا في نيوزيلندا البعيدة. هذا أمر يستحق التقدير.

وفي المقابل ظلت في ألمانيا الإيماءات الكبيرة للتضامن، كما حصلت من ذاتها بعد حصول اعتداءات إرهابية في أوروبا تقريبا شبه منعدمة. وهذا مثير للقلق.

في كريستشيرش كان الاعتداء على مصلين، وعلى مؤمنين في دار للعبادة. وهذه المرة كانت مساجد إسلامية.

وفي بيتسبورغ وأماكن أخرى كانت المواقع المستهدفة في السنوات الماضية مواقع يهودية بمصلين يهود عزل. وفي السنوات الماضية استهدف الإرهاب الدموي مجددا كنائس قبطية في مصر. وحتى في بلدان أخرى مثل باكستان أو نيجيريا ضربت الكراهية المميتة كنائس مسيحية.

التضامن مع الأقباط في 2011

في عام 2011 أقام أقباط في ألمانيا قداسهم في ليلة عيد الميلاد في خوف وتحت حماية الشرطة. فاعتداء إرهابي مروع نتج عنه ثلاثة وعشرون قتيل في الاسكندرية المصرية أدى إلى التوجس في بلدان أخرى، بينها ألمانيا من وقوع هجمات إضافية.

نيوزيلندا ترتدي الحجاب تضامنا مع ضحايا مجزرة كرايستشيرش
في مبادرة مثيرة وتضامنا مع ضحايا مجزرة المسجدين في مدينة كرايستشيرتش من قبل السلطات ونشطاء المجتمع المدني في نيوزيلاندا، سترتدي البلاد برمتها، بذكورها وإناثها، الحجاب تضامنا مع الضحايا المسلمين.

وفي مدينة دوسلدورف شارك رئيس الكنيسة البروتستانتية السابق في ألمانيا، نيكولاوس شنايدر ورئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، أيمن مازييك في القداس القبطي.

وفي برلين ليتشنبيرغ شاركت أنا بالحفل بجانب وزير داخلية برلين السابق إيرهارت كورتينغ ومسلمون من منتدى الإسلام في برلين.

وفي الجمعة الماضية حين فزع إرهاب كريستشيرش العالم كنت في صلاة الجمعة في مسجد ببرلين نويكولن. المسجد كان ممتلئا، بل كان بعض المؤمنين في البهو الداخلي للمسجد. وأمام الباب لم يتواجد رجال شرطة وسكان آخرون من برلين ولا شموع ولا زهور. "اعتداء على مصلين في مسجد ـ قد يستهدف الجميع"، قال لي رجل مسن متأثر عند الخروج.

ومنذ عدة أيام يضغط المجلس المركزي للمسلمين على السلطات الألمانية للحصول على حماية أفضل للمساجد في ألمانيا. ليس فقط في برلين، ففي كثير من المدن الألمانية تحول وجود رجال الشرطة أمام المعابد اليهودية العديدة للأسف إلى مشهد اعتيادي على مدار الساعة وفي كل أيام السنة.

كل شخص بإمكانه إصدار إشارة تضامن 

وبغض النظر عن قضية الحماية من قبل سلطات الأمن، يمكن لكل شخص، ذكر أو أنثى إصدار إشارة. فليس هناك ما يتعارض مع الذهاب مرة الجمعة إلى مسجد أو كنيس يهودي للبرهنة على التضامن مع مجموعة خائفة أو أيضا مهددة. لا يجب بالضرورة أن يقوم بهذا أشخاص كثر. وليس هناك أيضا ما يتعارض مع تجمع شباب من مختلف الديانات وإظهار وجودهم أمام دور العبادة خلال أوقات الصلاة. فالأمر يتعلق فقط بالرسالة الوحيدة:"لستم وحدكم!"

ومن أبرشية ليمبورغ يصدر النداء للتضامن مع المسلمين في صلاة الجمعة في هذا الأسبوع. "لا يجب أن يحصل الكثير في تلك الوقفة، ما عدا أن نكشف عن تعاطفنا ونبلغ جيراننا بأنهم ليسوا وحدهم"، كما ورد في البيان. "فأمن جميع المصلين داخل المعابد اليهودية والكنائس والمساجد ومواقع دينية أخرى غير قابل للمساس".

فالأمر يتعلق بإصدار إشارة وعدم ترك أناس قلقين لوحدهم. والوقوف على أنه لا يحق أن تتحول القداديس وأماكن الصلاة إلى هدف للكراهية والإرهاب، في أي مكان من الأرض.

 

كريستوف شتراك

دويتشه فيله 2019