المعارضة السورية تدعو الدول العربية لعدم استئناف علاقاتها مع "نظام تقطر يده من دماء السوريين"

عبَّرَ نصر الحريري كبير مفاوضي المعارضة السورية يوم الأحد (6 يناير / كانون الثاني 2019) عن استغرابه من قرار بعض الدول استئناف العلاقات مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وحثها على العدول عن ذلك.

وتسعى دول عربية، بعضها ساند في السابق المعارضة المناهضة للأسد، للتصالح معه بعد مكاسب حاسمة حققتها قواته في الحرب، وذلك بهدف توسيع نطاق نفوذها في سوريا على حساب تركيا وإيران.

وأعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق الشهر الماضي (ديسمبر / كانون الأول 2018) وقالت البحرين إن سفارتها في دمشق والبعثة الدبلوماسية السورية في المنامة تعملان "دون انقطاع".

وأضاف الحريري للصحفيين في الرياض "هذه الخطوة (المصالحة) .. لا نملك فيها القدرة على وقفها".  وأضاف: "لا يزال يحدونا الأمل بأن هناك إمكانية لهذه الدول أن تعيد قراءة قراراتها التي قامت بها، وينبغي أن تدرك أن العلاقة الحقيقية والمتينة والرصينة والقوية تكون مع أشقائهم من الشعب السوري وليس مع هذا النظام بعد ما ارتكب من كل الجرائم".

وتابع قائلا: "نظام الحكم في سوريا هو نظام إجرامي حربي بكل معنى الكلمة. يعني بشار الأسد سيبقى مجرم حرب لو صافحه ألف زعيم".

وعلقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا عام 2011 ردا على حملة الحكومة العنيفة على احتجاجات "الربيع العربي". ويتعين من أجل عودة سوريا أن تتوصل الجامعة لتوافق بين أعضائها على هذه الخطوة.

وقال الحريري: "ألا يكون هذا الانفتاح هو انفتاح بالمجان، أن يكون مقابل هذه الخطوات يعني التي لا نملك فيها القدرة على وقفها، أن تكون هذه الخطوات مدروسة بالاتجاه الذي يحفظ سوريا ومكانة سوريا ووحدة سوريا وسلامة الشعب السوري".

وتابع الحريري متحدثا عن السعودية: "المملكة اليوم لا تزال مثلا تقف يعني ضد عمليات التطبيع التي يحاول البعض القيام بها مع النظام. المملكة اليوم تتصدى لمحاربة المشروع الإيراني الطائفي في المنطقة".

وأردف: "لا نعتقد أنها خطوة صائبة اليوم للمجتمع العربي أن يعيد تأهيل هذا النظام وأن يقبل به على طاولة راقية بحجم جامعة الدول العربية ويده تقطر من دماء السوريين".

وكانت دول الخليج العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة، وخاصة السعودية وقطر، الداعم الرئيسي في المنطقة للجماعات المسلحة المناوئة للأسد، إذ وفرت لها التمويل أو السلاح أو كليهما، وعملت إلى حد بعيد في إطار برنامج لدعم المعارضة المسلحة نسقته واشنطن. رويترز