فرنسا تأسف لـ "سَوْرَنة" الصراع في ليبيا إثر انخراط روسيا وتركيا بالحرب الأهلية الليبية قُرب أوروبا

أبدى وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان الأربعاء 28 / 05 / 2020 أسفه لـ"سَوْرَنة" النزاع في ليبيا حيث انخرطت روسيا وتركيا في الحرب الأهلية الدائرة في هذا البلد، داعياً طرفي النزاع للعودة إلى طاولة المفاوضات.

وقال لودريان أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي إنّ "الأزمة تزداد سوءاً لأنّنا -وأنا لست خائفاً من استخدام الكلمة- أمام سورنة لليبيا".

وتشهد ليبيا فوضى وصراعاً منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. وتتنازع السلطة في هذا البلد حكومتان: حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة ومقرّها في طرابلس وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها المشير خليفة حفتر الذي يشنّ منذ أكثر من عام هجوماً عسكرياً واسع النطاق على طرابلس.

وأضاف الوزير الفرنسي أنّ "حكومة الوفاق الوطني مدعومة من تركيا التي تجلب إلى الأراضي الليبية مقاتلين سوريين بأعداد كبيرة، بآلاف عدّة".

وتابع "من جهة أخرى، جهة حفتر، (الأمر نفسه يحصل ولكن) بدرجة أقلّ، لأنّ عديد القوات أقلّ، هناك روسيا التي تجلب بدورها مقاتلين سوريين" لدعم معسكر حفتر.

وفي مطلع أيار/مايو 2020 أكّد تقرير أممي وجود مرتزقة في ليبيا تابعين لمجموعة فاغنر المعروفة بقربها من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبحسب حكومة الوفاق فإنّ مئات من العناصر التابعين لهذه المجموعة الأمنية موجودون حالياً في ليبيا.

وأتى تصريح لودريان غداة إعلان القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا أنّ روسيا أرسلت إلى ليبيا مؤخّراً مقاتلات لدعم المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب حفتر، في اتّهام لم تعلّق عليه موسكو فوراً.

وشدّد الوزير الفرنسي على خطورة الوضع في ليبيا الواقعة قبالة السواحل الجنوبية لأوروبا. وقال "لا يمكننا أن نتصوّر نزاعاً من هذا النوع: سورنة على بُعد 200 كلم من السواحل الأوروبية"، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر يهدّد "أمننا وأمن الجيران، بمن فيهم تونس والجزائر".

وطالب لودريان طرفي النزاع الدائر في ليبيا باحترام اتفاق برلين المبرم في كانون الثاني/يناير 2020 والذي ينصّ على العودة إلى وقف لإطلاق النار واستئناف العملية السياسية.

وقال "يكفي تنفيذه (الاتفاق)، ومن ثم احترام حظر (الأسلحة المفروض على ليبيا)، وبعدها انسحاب القوات الأجنبية" من هذا البلد. ولفت لودريان إلى أنّه سيبحث الوضع في ليبيا مع نظيره الإيطالي الأسبوع التالي في إيطاليا.

ويحظى حفتر بدعم من مصر والإمارات والسعودية وروسيا، في حين تحظى حكومة الوفاق بدعم من تركيا التي ساعدت طائراتها المسيّرة ومنظوماتها الدفاعية قواتها على تحقيق انتصارات هامة في الأسابيع الأخيرة.

وعلى الرّغم من أنّها تنفي ذلك، إلا أنّ فرنسا متّهمة بدورها بدعم حفتر. أ ف ب 28 / 05 / 2020