فيروس الكورونا المستجد (كوفيد-19)
دول عربية وإسلامية تعزل نفسها تصدياً لفيروس كورونا

بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا أصبح وباءً عالمياً -وبلوغ الإحصائيات نحو 150 ألف إصابة و5500 وفاة و73 ألف شفاء على مستوى العالم- عزلت دول عربية وإسلامية ودول عديدة أخرى حول العالم نفسها لمواجهة فيروس كورونا. وتعد الصين وكوريا الجنوبية وإيران وأوروبا هى أكبر بُؤَر فيروس كورونا الجديد. فيما تعمل مراكز الأبحاث على تطوير لقاح ضد الفيروس.

من الولايات المتحدة إلى بريطانيا مروراً بروسيا، قررت بلدان كانت تعد نفسها بمنأى عن وباء كوفيد-19 تكثيف التدابير لاحتواء فيروس كورونا المستجد الذي يشكل اختباراً للأنظمة الصحية للدول الأوروبية الأكثر تأثراً به.

فغداة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلان حال الطوارئ، وافق مجلس النواب على خطة لمكافحة الفيروس. وكان كوفيد-19 الذي أصاب أكثر من ألفي شخص في الولايات المتحدة وأودى بـ 47 أثار انقساما بين الجمهوريين والديمقراطيين في خضم حملة الانتخابات الرئاسية.

وبدا أن الولايات المتحدة تحاول سد الثغرات في نظامها الصحي الذي يفتقر إلى تغطية شاملة وحيث لا تفيد سوى أقلية من الإجازات المرضية، وذلك عبر إعلان مجانية اجراء الفحوص وتسهيل حصول العاطلين من العمل على التغطية اللازمة اضافة الى رصد اموال فدرالية لتمويل برنامج التصدي لكورونا.

من جانبها، أعلنت شركة آبل السبت 14 / 03 / 2020 إغلاق كل متاجرها حتى 27 اذار/مارس 2020 باستثناء تلك الموجودة في الصين حيث استأنفت نشاطها للتو. ويبدو أن الصين، بؤرة الوباء وحيث قضى 3189 شخصا، بدأت تتجاوز الأزمة، إذ اعلنت السبت فقط عن 11 إصابة جديدة و13 وفاة إضافية في يوم واحد.

لكن الوباء الذي أودى بأكثر من 5402 شخص في العالم يواصل تفشيه السريع في كل مكان مع تسجيل أول إصابة في رواندا وثلاث وفيات في الدول الأسكندينافية.

ونبهت منظمة الصحة العالمية إلى أن توقع المرحلة التي يبلغ فيها الوباء ذروته هو امر "مستحيل"، علما بانه أصاب حتى تاريخ 14 / 03 / 2020: 143 ألفا و400 شخص في 135 بلدا ومنطقة. وتبقى ايطاليا (1226 وفاة) وإيران (611 وفاة) وإسبانيا (136 وفاة) وفرنسا (79 وفاة) الدول الأكثر تضررا بعد الصين.

وسط كل ذلك، أعلنت روسيا التي سجلت 45 إصابة من دون أي وفاة، أنها ستغلق اعتبارا من الأحد 15 / 03 / 2020 حدودها البرية مع النروج وبولندا أمام الأجانب، أسوة بما قامت به مع الصين.

وبعد تلقيها انتقادات لرد فعلها البطيء، وفي بلد لم يحصِ رسميا سوى 1140 إصابة و21 وفاة، تستعد الحكومة البريطانية برئاسة بوريس جونسون لاعادة النظر في مقاربتها وحظر التجمعات الكبيرة. وقد تكون بطولة ويمبلدون لكرة المضرب أول من يدفع الثمن.

ورغم أنه لم يسجل سوى ثماني إصابات، بادر المغرب إلى إغلاق حدوده واتخذ تدابير حجر مشددة على غرار إغلاق المدارس والجامعات وصالات السينما والمسرح والغاء التظاهرات الرياضية.

 

 

وفي الأردن الذي سجل إصابة مريض تماثل للشفاء، أعلن رئيس الوزراء عمر الرزاز السبت 14 / 03 / 2020 وقف جميع الرحلات الجوية من وإلى المملكة اعتبارا من الثلاثاء وحتى إشعار آخر وتعليق دوام المدارس والفعاليات الرياضية والصلاة في المساجد والكنائس للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

فيأاوروبا التي تحولت "البؤرة" الرئيسية للوباء بحسب منظمة الصحة، تخوض الأنظمة الصحية اختبارا صعبا. وأظهرت صورة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي ممرضة منهكة تغط في النوم أمام جهاز الكومبيوتر، وسرعان ما تحولت مرآة لما تعانيه الطواقم الطبية في شمال إيطاليا التي أحصت 250 وفاة في 24 ساع.

وقال دانيال ماشيني الطبيب في أحد مستشفيات بيرغامي (شمال) عبر فيسبوك: "لم يعد للساعات اي معنى. الحياة الاجتماعية معلقة بالنسبة الينا".

في المقابل، شاهد العالم بأسره أشرطة مصورة لايطاليين يغنون عند نوافذهم رغم كل شيء. وفي اسبانيا، البلد الثاني الأكثر تضررا في أوروبا مع 5753 إصابة بينها أكثر من 1500 منذ مساء الجمعة، بدا أن النظام الصحي العام في منطقة العاصمة قد استنفد. وأورد غويلن ديل باريو الممرض في مستشفى لاباز "الوضع قاس جدا، عدد المرضى يفوق عدد الأسرة".

وقال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز الجمعة 13 / 03 / 2020 معلنا حال التأهب "لا يمكن ان نستبعد، ويا للاسف، ان عدد المصابين سيتجاوز عشرة الاف الاسبوع المقبل". وأمرت منطقة مدريد بإغلاق كل المتاجر غير الضرورية، الأمر الذي قامت به أيضا السبت جمهورية تشيكيا ومدينة ريو دي جانيرو في البرازيل.

في فرنسا، وفيما يستعد الملايين للتوجه إلى صناديق الاقتراع الأحد 15 / 03 / 2020 لانتخاب رؤساء بلدياتهم، أشارت آخر حصيلة لوزير الصحة الجمعة الى 800 إصابة إضافية و18 وفاة جديدة في يوم واحد، مع استمرار اغلاق المدارس.

فوي كندا، بات رئيس الوزراء جاستن ترودو الذي أصيبت زوجته بكورونا المستجد يمارس أنشطته عبر الفيديو، فيما أرجأت الملكة إليزابيث الثانية العديد من المواعيد المقررة الأسبوع التالي.

وفي إسبانيا، ولتفادي تحول الكنائس بؤرا للعدوى، حض مجمع الأساقفة الإسبان المصلين الكاثوليك على متابعة "القداديس عبر الإذاعة والتلفزيون".

وقررت مدينتا ميلانو وروما اللتان يسودهما صمت مطبق، إغلاق كل المتنزهات والحدائق العامة، علماً بأن متحف اللوفر وبرج إيفل وقصر فرساي في باريس مغلقة منذ الجمعة ومثلها المتاحف والمواقع الأثرية في اليونان.

وأعلنت حكومة أبوظبي السبت أنها ستغلق موقتا وجهات ثقافية وسياحية وترفيهية في الإمارة بما في ذلك "متحف اللوفر-أبوظبي" اعتبارا من الأحد للحد من انتشار كورونا المستجد.

 

هكذا نواجه فيروس كورونا.
هكذا نواجه فيروس كورونا.

 

الأردن يشدد إغلاق البلاد لمكافحة فيروس كورونا

قال الأردن إنه سيوقف جميع الرحلات الجوية من وإلى البلاد اعتبارا من يوم الثلاثاء 17 / 03 / 2020 في الوقت الذي شدد فيه القيود على الحدود وحظر التجمعات والمناسبات العامة لمكافحة انتشار فيروس كورونا. وأعلن رئيس الوزراء عمر الرزاز يوم السبت 14 / 03 / 2020 في بيان صحفي أنه سيتم إغلاق المدارس والجامعات لمدة أسبوعين وإغلاق جميع المواقع السياحية والرياضات ودور السينما أيضا.

وسجل الأردن حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا تلقت العلاج وغادرت المستشفى يوم الجمعة لكنه يشعر بقلق من سرعة انتشار الفيروس في البلدان المجاورة. وقد أغلق حدوده بالفعل مع مصر والعراق وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل. وقال الأردن إنه سيتم استثناء حركة الشحن التجاري من قرار إغلاق جميع المعابر الحدودية البرية والبحرية والمطارات لضمان توافر السلع والبضائع.

ودعا الرزاز المواطنين إلى البقاء في بيوتهم بقدر الإمكان وأضاف أن هذه الإجراءات ضرورية بسبب طبيعة هذا الوباء العالمي غير المسبوقة. وقال الرزاز: "نحن لسنا بمعزل عما يحدث في العالم والأمور من حولنا من سيء إلى أسوأ" مضيفا أنه ستتم مراجعة هذه الإجراءات بشكل دوري للبت بتمديدها أو إيقافها أو اعتماد إجراءات إضافية جديدة بحسب الحاجة.

وتضمنت الإجراءات التي اتخذها الأردن أيضا حظر الصلاة بالمساجد والكنائس في كل أنحاء الأردن ووقف كل زيارات المستشفيات والسجون.

 

اقرأ أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة