تركيا في شرق الفرات: نبع للسلام أم بؤرة جديدة لصراعات مستقبلية؟

بدأت تركيا عملية عسكرية في شمال شرق سوريا، تحت اسم "نبع السلام" بهدف إنشاء منطقة آمنة حدودية، بما يؤدي إلى تراجع النفوذ الكردي إلى العمق بعيدًا عن الحدود، إذ تدعي أنقرة أنها بذلك تخلق وضعًا مستقرًا سيؤدي إلى عودة نحو 3.5 ملايين لاجئ سوري إلى هذه المنطقة "الآمنة".

تهدد تركيا منذ عدة سنوات باجتياح الشمال الشرقي السوري للتخلص من "الخطر الإرهابي" في المنطقة المحاذية لحدودها الجنوبية. غير أن تعقيدات المشهد السوري على المستويين العسكري والسياسي كانت دومًا تؤدي إلى تأجيل تنفيذ هذه التهديدات.

لكن يبدو أن تفاهمًا ما قد عُقد بين إردوغان وترامب هذا الأسبوع أدى إلى تحول هذه التهديدات لواقع عندما انسحبت القوات الأمريكية من نقطتي تل أبيض ورأس العين، تمهيدًا لبدء العملية العسكرية التركية في شرق الفرات. 

ترسم هذه العملية خريطة جديدة للنفوذ في الشمال السوري؛ إذ تسعى تركيا للسيطرة على منطقة حدودية بعمق 20-30 كم داخل الأراضي السورية وبطول حوالي 300 كم، بما يؤدي إلى تراجع النفوذ الكردي إلى العمق بعيدًا عن الحدود، إذ تدعي أنقرة أنها بذلك تخلق وضعًا مستقرًا سيؤدي إلى عودة نحو 3.5 ملايين لاجئ سوري إلى هذه المنطقة "الآمنة".

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يعرض خارطة المنطقة الآمنة المقترحة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر 2019
يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنشاء "منطقة آمنة" بطول 32 كم داخل الأراضي السورية

وعلى عكس الدعاية التركية بأن الهجوم على شرق الفرات سيُعيد اللاجئين الى سوريا، فإن الأرجح أن موجة القتال الجديدة ستؤدي الى موجة نزوح جديدة بدورها.

ورغم التطمينات التي أطلقها "الجيش الوطني" للسكان الأكراد في المنطقة، فلا يبدو المشهد مطمئنًا لهم، خاصة أن الدخول التركي إلى عفرين العام الماضي قد خلّف تهجيرًا واسعًا للمدنيين الأكراد.

وبالنظر إلى تهجير الأكراد الذي سيتم في منطقة العمليات ورغبة تركيا بالتخلص من اللاجئين السوريين على أراضيها بإعادة توطينهم في هذه المنطقة «"لآمنة"، فالأمر يبدو أشبه بخطة للتغيير الديموغرافي وليس عودة طوعية للاجئين إلى مناطقهم".

 

تابع مقال رابحة سيف علام من هنا....

 

 

المزيد من المقالات التحليلية:

تركيا: لماذا تغيرت سياسة أردوغان تجاه اللاجئين السوريين؟

هل ستؤثر عملية نبع السلام العسكرية التركية على موقع تركيا في الإقليم؟

العملية التركية الوشيكة في سوريا.. ما خيارات الأكراد؟

 

 

تفاصيل خطة #اردوغان العسكرية شمال شرق #سوريا..نبع سلام أم حرب لا نهاية لها؟ pic.twitter.com/U6wnxBRwGB

— DW عربية (@dw_arabic) October 9, 2019