"الحرية الغربية تعني أيضا أن ترتدي المرأة المسلمة لباسها بحسب اختيارها"

نظم الألماني ماتياس فاغنر معرضا لـ "موضة النساء المسلمات المعاصرة" 2019 لكنه تعرض للنقد من ناشطات نسويات بل والتهديد من مناوئين لملابس المسلمات. شتيفان ديغه حاوره حول خلفيات المعرض والنقد والتهديد اللذين تعرض لهما والأبعاد السياسية للموضة.

الكاتبة ، الكاتب: Stefan Dege

نظم متحف الفن التطبيقي في مدينة فرانكفورت الألمانية معرض "موضة المسلمات المعاصرة" للفترة من الخامس من نيسان /أبريل وحتى الأول من أيلول / سبتمبر 2019 . في الحوار التالي يلقي مدير المتحف، ماتياس فاغنر، الضوء على الدوافع وراء تنظيم المعرض والجدل الذي أثير حوله.

السيد فاغنر أنت تسوق لهذا المعرض على أنه معرض موضة بحت. هل هذا صحيح؟

ماتياس فاغنر: نعم هو أولاً كذلك، إنه يعكس ظاهرة الموضة الإسلامية المعاصرة التي نعرفها تحت مفهوم "الموضة المتحفظة" أي أنها تظهر "القليل من الجسم" لتبقى "محتشمة" حتى ولو أنها ليست كذلك في كثير من الأجزاء.

المعرض يسلط الضوء على التفسيرات المتنوعة في البلدان المختلفة للموضة الإسلامية. وهو يكشف كيف أن النساء المسلمات يترجمن تصوراتهن الذاتية لـ"الموضة المحتشمة". إنها ظاهرة عالمية.

أنت تتحدث عن ظاهرة عالمية. فهناك بلدان لا يُعتبر فيها الحجاب وتغطية جسم المرأة بالكامل تحرراً. كيف تتناغم إذن الموضة مع حقوق الإنسان؟

 

الألماني ماتياس فاغنر منظم معرض "موضة النساء المسلمات المعاصرة". Foto: dpa/picture-alliance
Direktor Matthias Wagner K vom Museum für Angewandte Kunst in Frankfurt: "Das Thema Frauenrechte klammern wir überhaupt nicht aus. Es gibt sehr viele Fotografien und Beiträge von Künstlerinnen wie zum Beispiel Shirin Neshat, die explizit die Unterdrückung von Frauen thematisieren, die, wenn sie sich gegen diese Bekleidungsvorschriften wehren, um ihr Leben oder um ihre Unversehrtheit fürchten müssen."

 

{"يجب مكافحة التغطية الحاجبة للجسم النسوي عندما يكون ذلك قاعدة إلزامية، ويجب علينا بذل كل الجهود من أجل الحرية وتقرير المصير. لكن ذلك يشمل أيضاً أن تتمكن امرأة مسلمة من ارتداء لباسها بحسب اختيارها" - الألماني ماتياس فاغنر}

 

ماتياس فاغنر: أعتقد أن الموضة تعبير واضح عن وضع ثقافي. نحن لا نستبعد موضوع حقوق المرأة. فهناك الكثير من الصور والمساهمات لفنانات مثل الإيرانية شيرين نشاط التي تطرح موضوع قمع النساء اللاتي وجب عليهن في حال معارضة قواعد اللباس الخوف على حياتهن.

مدافعات عن حقوق المرأة يتهمنك بأنك تهوِّن من قواعد اللباس الإسلامية وتقدمها كتطور في الموضة؟

ماتياس فاغنر: لا وجود لأي لوحة بين المعروضات تظهر برقعاً واحداً. وحتى عند وجودها تكون مساهمة فنية انتقادية أو صورة من الشارع، لا بل المعرض يُبْرِز الكثير من النساء الشابات اللاتي يرتدين ملابسهن بثقة كبيرة في النفس بالحجاب أو بدونه، ويمثلن صورة جديدة بالكامل للمرأة المسلمة. وهذا ليس له علاقة بالصور النمطية.

في ألمانيا لا توجد هذه القواعد المتشددة في اللباس. ما هو موقفك من التغطية الحاجبة للجسم النسوي؟

ماتياس فاغنر: بالطبع يجب مكافحة ذلك عندما يكون ذلك قاعدة إلزامية. يجب علينا بذل كل الجهود من أجل الحرية وتقرير المصير. لكن ذلك يشمل أيضاً أن تتمكن امرأة مسلمة من ارتداء لباسها بحسب اختيارها. لا أعني بذلك البرقع الذي، بحسب اعتقادي لن ترتديه أي امرأة عن طيب خاطر إذا لم يكن وراء ذلك إجراءات عقابية وتصورات ذكورية وكثير من وسائل القمع.

 

[embed:render:embedded:node:35211]

 

{"التهديد الأكبر في ألمانيا ضد المسلمين ينطلق من أشخاص لا يقبلونهم -بسبب معتقدهم- كجزء من المجتمع. أعتقد أنها قضية يجب الاهتمام بها". - الألماني ماتياس فاغنر}

 

تلقيت قبل افتتاح المعرض الكثير من التهديدات والانتقاد الحاد. هل أنت خائف؟

ماتياس فاغنر: يجب أخذ هذه التهديدات ورسائل الكراهية الشخصية بجدية كبيرة. فلضمان حماية الزوار نقوم بإجراءات أمنية مشددة وتفتيش لزوائر المعرض. وهذا جديد بالنسبة إلينا.

غير أن ما سبق يظهر شيئاً آخر: ففي الرسائل الإلكترونية المتعددة المليئة بالكراهية يُظهِر أن التهديد الأكبر في ألمانيا ضد المسلمين ينطلق من أشخاص لا يقبلونهم بسبب معتقدهم كجزء من المجتمع. أعتقد أنها قضية يجب الاهتمام بها. وهذا يُظهِر أيضا أن الموضة ليست بالضرورة غير سياسية بالكامل، لأنها تتناول إشكاليات اجتماعية مختلفة.

 

 

حاوره: شتيفان ديغه 

حقوق النشر والترجمة: دويتشه فيله 2019

 

 

ar.Qantara.de

 

[embed:render:embedded:node:33541]