في الذكرى الـ15 لانسحاب المستوطنين من غزة، إسرائيل تدرس ضم مستوطناتها في الضفة الغربية

تبدو السعادة على وجه حيدر الزهار الذي يملك بستان كروم وهو يتذكر اليوم الذي نقلت فيه إسرائيل عام 2005 مستوطنيها وقواتها من قطاع غزة في إطار انسحاب لم يكن الفلسطينيون يحسبون أنهم سيرونه.

وقال الزهار "شعوري كان متل سجين فجأة لقى حاله حر".

وبعد مرور 15 عاما أصبح يرى الأمور تتجه إلى صدام، إذ تدرس إسرائيل ضم مستوطناتها في الضفة الغربية المحتلة التي تبعد عن غزة 40 كيلومترا حيث تفصل إسرائيل بينهما رغم أن الفلسطينيين يريدون إقامة دولتهم المستقبلية على هذه الأرض.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حدد الأول من يوليو تموز 2020 موعدا لبدء مناقشة مجلس الوزراء ضم أجزاء من الضفة الغربية، حيث يعيش أكثر من 420 ألف مستوطن، وعزا ذلك إلى احتياجات أمنية إسرائيلية وروابط دينية وتاريخية بالأرض.

وقال الزهار (68 عاما) متحدثا من قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) "القوة الموجودة اليوم هي عند إسرائيل، ما حدا بينكر، إسرائيل اللي بدها اياه بتسويه".

وحث الفلسطينيين على المقاومة المسلحة لمنع ضم الأراضي قائلا إن إسرائيل أجْلَت قواتها ومستوطنيها البالغ عددهم 8500 من غزة لأسباب منها الهجمات الفلسطينية في ذلك الوقت.

وأضاف "بدون مقاومة مسلحة واستشهاديين فش شيء راح يتغير".

وردد الجناح المسلح لحركة حماس تلك الدعوة للمواجهة يوم الخميس 25 يونيو / حزيران 2020 قائلا إن "المقاومة تعتبر هذا القرار (الضم) إعلان حرب على شعبنا الفلسطيني".

وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحماس، "سنجعل العدو يعض أصابع الندم على هذا القرار الآثم".

وكانت إسرائيل استولت على غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية في حرب 1967. وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من جانب واحد من غزة في عام 2005 قائلة إنها تريد تحسين وضعها الأمني والدولي في غياب محادثات السلام.

لكنها تفرض حصارا على القطاع وتقيّد بشدة حركة الناس والبضائع استنادا لأسباب أمنية تتعلق بحماس وجماعات النشطاء الفلسطينيين الأخرى هناك.

وكرر مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف يوم الخميس 26 / 06 / 2020 موقف المنظمة وهو أن ضم أجزاء من الضفة الغربية سيكون "مخالفا للقانون الدولي"، وهو ما ترفضه إسرائيل.

لكنه حث القادة الفلسطينيين على ألا "يحيدوا عن مسار السلام" وشدد على مخاطر ترك الفلسطينيين يشعرون بأنه لا توجد فرصة لحل سلمي للصراع.

وقال في تصريحات للصحفيين في القدس "يتيح هذا فقط فرصا للمتطرفين أو لأصحاب الأجندات الأكثر تدميرا للقدوم وملء هذا الفراغ".

وتابع قائلا "وقوع انفجار آخر، حرب أخرى هنا سيكون مأساة مروعة جدا. لن تكون مأساة إنسانية فحسب بل وفشلا للقيادة لدى كل الأطراف".

ولكن في رفح بجنوب القطاع قال محمد صيدم (84 عاما) إن على الفلسطينيين في الضفة الغربية ألا يفقدوا الأمل.

وأضاف "في غزة بنوا جناين (حدائق) ومزارع وحمامات (صوب زراعية) لكن ربنا لما أراد زاحهم". رويترز 25 يونيو / حزيران 2020